الثلاثاء، 8 أبريل 2014

ذكرياتي في الشتاء





- كان يوماً مُشمساً وعلى أثره ارتديت طقم شيك يليق باجتماع خاص بعملي أذهب إليه لأول مره في مكان يبتعد كثيراً عن مقر شركتي وبعد خروجى من المقر إذا بحال الجو يتبدل والشمس تغيب والجو يغيم والدنيا تمطر بغزارة وأخذت الشتواية كلها وأنا فى الشارع منتظرة تاكسي.. وبغض النظر إن ما ارتديته أصبح لونه غريباً من الشتاء بالإضافة لابتلال ملابسي بشدة إلا أنني كنت فى قمة السعادة .

- خرجت من مشوار خاص بعملي وإذا بالدنيا تمطر بغزارة ولا يوجد أية سيارات من أية نوع تسير في هذا الطريق فاضطررت أن أمشي مسافة لابأس بها إلى أن رأيت أخيراً تاكسى يلوح في الأفق فأشرت له وركبت أخيراً.. وبرضه كنت مبسوطة.

-كان أول يوم الدنيا تمطر فيه بعد استلام وظيفتي ومن فرط سعادتي وقفت في البلكونة ضاحكة غير عابئة بأعين المتلصصين في العمارات المقابلة ،ثم اتصلت بأمي لأخبرها بأن الدنيا تمطر عندي وأنني سعيدة بهذا المنظر ،ثم اتصلت بأحد زملائي في العمل فوجدته متذمراً من هذا الجو البغيض إلى قلبه و الذي يمنعه من أن يعدي الشارع.
صدمني رد فعله ولكنه لم يستطع أن يفسد عليَّ لحظة نشوتي..- كنت أريد أن يشاهد الجميع هذا المشهد ويستمتع برؤية المطر وهو يسقط لأول مرة في هذا الموسم بعد طول انقطاع-

-  كان يوماً مزدحماً مليئاً بأناس يزورون مقر عملي لأول مرة وبينما كان رئيسهم مستغرق في الحديث باندماج إذ بي أسمع أصوات تنذر بأن المطر في الخارج، فتركتهم مهرولة تحت أعين متعجبة، ورغبة بعض الزميلات من منعي أن أخرج حتى لا أصاب بدور برد يمنعني من الحركة كعادته معي.. لم أكترث لهم وخرجت فرحة لاستقبال المطر مادة ذراعي للأمام وفاتحة كفوفي لأصافحه باشتياق.



هل تدركون الآن مآساتي!.
أعشق من يتسبب في مرض جسدي.
أعشق من رائحته لا تباع ولا تشترى.
أعشق من لا أستطيع تمضية وقت معه سوى أوقات قليلة كل عام وحسبما يتراءى له ..
فهو لا يعطيني أية فرصة لأتهيأ له.. لقد رآني في جميع أحوالي.. تارة باكية تندمج دموعي بقطراته وتارة فرحة فيترك بصماته على وجهي ويدي..
تارة نائمة منكوشة الشعر مغمضة العينين وتارة مستيقظة في كامل هندامي.
تارة بمفردي ولا أحد يشعر بمقابلتي له وتارة مع حشد من الناس فأتركهم من أجله.

هل أنا مريضة بداء عشق المطر لهذا الحد.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق