السيجارة فرضت نفسها وبقوة على مجتمعنا. لم يعد يخلو مشهد في فيلم أو مسلسل منها، ولم يعد الأمر قاصراً على الرجال فقط ؛فالنساء أيضاً بمختلف أعمارهن يتنفسنها باستمتاع.
من لم تدخن مسبقاً أحياناً تشتهيها وتتخيل مدى المتعة التي ستحصل عليها ، يثيرها مشهد المدخنين أن تجرب حتى وإن كانت تعلم مدى الضرر المصاحب لها. يظل بداخلها رغبة في التجربة حتى وإن لم تبديها، تحلم باليوم التي ستنال فيه هذه المتعة وتتخيله وكأنه واقع،تسأل المدخنين عن شعورهم أثناء التدخين علها تستطيع تخيل مايحدث للجسم وقتها، تعلم أن هناك متعة خفية وإلا ما جازف أحد وهو يعلم أضرار التدخين على فعلها سراً أو جهارا. تريد أن تحكم بنفسها حتى لو تسببت في هلاكها. تنتظر بفارغ الصبر أن تأتي السيجارة المحللة بدلاً من التلصص والتمني بحسرة.
أما من امتنعت عن التدخين لظروف قهرية فقد ذاقت طعم التدخين وعلمت ما كانت تجهله، أصبحت تعي مثلاً متى يلقي المدخن سيجارته بعد الانتهاء منها وفي موقف آخر يطفئها. أصبح المشهد يثير شهيتها، أصبحت سريعة الاستثارة ولحرمانها الإجباري تحاول الابتعاد قدر المستطاع .
فإيقاظ الشهوة المخدرة بعد سبات يعني كارثة.
إذا ما داعبت الرائحة يوماً أنفها في وقت كانت تشعر فيه بحنين فهذا نذير خطر.
فنقص النيكوتين يثير جسدها للتمرد على هذا الوضع مطالباً بحقه الطبيعي في الوجود.
وما أكثر أصدقاء السوء حينها فهم يتمنون لحظة ضعف حتى يذكروها بمتعة الزفير.
أما من لم تدخن أصلاً فهي في مأمن عن هذا..قد يحركها الفضول ولكن إن لم تفعلها فجسدها لن يثور.
أشمئز من التدخين، ومن هذا السلوك السلبي الذي ابتلي به المجتمع حتى عاد عادة مألوفة وغن كانت عادة قبيحة سيئة سلبية، إذ أن من حول المدخن هم المتضررون من التدخين أكثر ممن يدخن.
ردحذفإن كانت من لم تجرب طعم السيجارة يعتريها الفضول لمعرفة تلك النشوة التي يستمتع بها المدخن، فهذا لأنها قد تنسى أن من جرب قد لا يستطيع أن يتركها بعد ذلك، من التجربة يولد الادمان.
أمقت التدخين وبشدة.
عيدك مبارك سعيد أختي موناليزا