الخميس، 10 أكتوبر 2013

خارج الكوكب (5)


تعرفت عليه في دار المسنين، رجل تخطى السبعين ولكنه غير .
فقد كان مختلفاً تماماً عن أي رجل تعاملت معه سواء في هذا السن أو أصغر من هذا.
كان راقياً جداً في التعامل وبشهادة الجميع.
كان مليئاً بالنشاط والحيوية.
فنان كاريكاتيري هو .. فاجئني يوم ميلادي بألبوم هدية من أعماله الخاصة- غلافه يتصدر التدوينة- وكانت أجمل هدية حصلت عليها لهذا اليوم ليس لتفردها فقط ولكن لأنها كانت مصادفة فهو لم يعلم أنني أتيت خصيصاً لأقضي هذا اليوم بصُحبته وبالمقابل لم أعلن يوماً عن تاريخ ميلادي أمامه.
حدثني عن معاناته من الروتين المصري وطباع الناس القميئة وحبس المواهب ..
و أخبرته في مرات سابقة عن كتاب"أبجدية إبداع عفوي " وعن مشاركتي فيه ،
ثم عن كتابي الخاص"خبايا نسائية" وكان أول من أهديت له نسخة منه.
كان يشجعني على الاستمرار ويسألني عن الكتاب القادم!..
كان ينظر لي بحنان قائلاً" أنا فخور بيكِ قوي".

حينما أراد التدخين في أول لقاء بيننا استأذنني أولاً وحينما أخبرته بأنني لا أحب الدخان ذهب إلى الشرفة قائلاً :"دقائق وسأعود".

لم يكن له علاقة بالقيل والقال كما يحدث عادة .
كانت له حياته المستقلة.. أعماله الفنية المتنوعة، معارضه التشكيلية،طباعته لما يصنع، لوحاته التعليمية، كروت المعايدة.
(هذا الكارت من تصميمه وتنفيذه)

كان كريماً مضيافاً ذو ذوق عال.
كان مهندماً دائما كأنه في انتظار ضيوف.
 يقف لاستقبالي حين رؤيتي.
يتحدث معي بكل احترام وتواضع.
لم يتدخل يوماً في حياتي الخاصة..
صديقي الفنان محمد نور قضى معظم حياته في أمريكا وجاء دار المسنين خصيصاً ليجلس مع شقيقه الذي يسكن الدار منذ سنوات.
هو الآن عاد إلى أمريكا حيث المكان الذي يليق بوجوده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق